العديد من الأفراد لا يستطيعون التفريق كثيراً بين الحصول على حلم واضح وبين تجربة الإسقاط النجمي,السبب في ذلك هو التشابه والتقارب الشديد بين الظاهرتين.وفي الحقيقة يمكن للشخص أن يظن بأنه حصل على إسقاط نجمي كحلم,يمكن أن يحلم الشخص بأنه خرج من الجسد وسافر في عوالم بعيدة ويكون كل ذلك من صنع عقله تماماً.قد تقرأ عن الإسقاط النجمي ويصيبك الحماس للحصول على التجربة ,ثم خلال النوم يراودك هذا الحلم بأنك بالفعل حصلت على تجربة خروج من الجسد بينما يكون في الحقيقة مجرد حلم.إذا كنت من النوع الذي يستيقظ في الصباح ويتذكر بعض الأحداث الشبيهة بتجارب الخروج من الجسد فإحذر! هناك إحتمال كبير جداً بأنك فقط تختبر أحلام عن الإسقاط النجمي وليس التجربة ذاتها,هذا رأيته مرات عديدة في تجارب الكثير من الممارسين وقد يكون له تأثير سلبي ومضلل لصاحبه.هو يشبه التخيلات الجميلة التي يراها البعض خلال التأمل ويظن من خلالها أنه يمارس تأمل صحيح,بينها هي خدع من العقل لتجبر الشخص على ترك حالة التركيز في اللاشي والإنصراف إلى التفكير بالتخيلات. لا يهم نوع الفكرة,سواء كنت تفكر في جني المال أو تفكر في تحقيق التنوير …كلاهما مجرد أفكار وكسر لحالة التأمل.
الطريقة الوحيدة للتأكد بأنك حصلت على إسقاط نجمي وليس حلم هو أن تكون واعي طيلة التجربة,في الإسقاط النجمي تكون واعياً تماماً منذ لحظة خروجك من الجسد وحتى العودة,لا يكون هناك فاصل أو نوم أو غياب للوعي.الإسقاط النجمي الحقيقي لا يتضمن الإستيقاظ من النوم صباحاً وتدوين تجربة تشعر بأنك حصلت عليها.
الحلم الواضح هو من نتاج الجسد العقلي “mental body” وهو الجسد الطاقي الأكثر إتصالاً بالعقل,وهو السبب في أن الكثير من الأحلام مرتبطة بنشاط العقل وما يحويه من أفكار وتصورات تنعكس في بيئة الحلم.تذكر الأحلام الواضحة أسهل بكثير من تذكر الإسقاط النجمي,في مرحلة الممارس المتقدم يمكن للشخص أن يتذكر كل شيء في حلمه الواضح,بينما تذكر تجارب الإسقاط النجمي أكثر صعوبة وتحتاج إلى ممارسة وطاقة أكبر,الجسد المسؤول عن تجارب الإسقاط النجمي هو الجسد النجمي “astral body” وهو أكثر إنفصالاً عن العقل وتفاعلاته,وهذا ما يشكل الفرق الجوهري الثاني بين الأحلام الواضحة والإسقاط النجمي,في الحلم الواضح كل شيء يبدو واقعياً مأخوذاً من توقعات العقل,أحياناً يكون الحلم واقعياً بشكل كبير إلى درجة لا يمكن لك التفريق بين الحقيقة والحلم,الجاذبية موجودة ويمكن الإحساس بالألم,الروائح,والأحاسيس الجسدية الأخرى,كلما حاولت كسر قوانين الفيزياء في الحلم الواضح كلما عجل ذلك من إنهيار الحلم.في الإسقاط النجمي لا وجود للجاذبية ولا للأحاسيس الجسدية,لا يمكن التنفس أو الإحساس بالألم,كما أن هيئتك البشرية تقل.الإسقاط النجمي يتضمن الإبتعاد إلى مستويات وجود مختلفة تتضمن معلومات وإتصالات خارج نطاق العقل المادي.في كلا التجربتين الأحلام الواضحة والإسقاط النجمي قد يحصل تأثر أو تأثير على الأشياء في العالم الخارجي ولكن في الإسقاط النجمي تزيد هذه القدرة.
بيئة الأحلام الواضحة يمكن السيطرة عليها أكثر من العالم الأثيري,يمكن لك التحكم بالكثير من الأشياء في الحلم الواضح,ولكن في الإسقاط النجمي لا تمتلك نفس القدرة على بسط إرادتك على ما تراه وتختبره.
الأحلام الواضحة أسهل بكثير في التعلم من الإسقاط النجمي والسبب أنها لا تحتاج بقاء الوعي طوال التجربة.
أحياناً يمكن التبديل بين الأحلام الواضحة والإسقاط النجمي ولكن يحتاج ذلك خبرة في كلا المهارتين.
محمد العمصي